Thursday, July 21, 2011

ثرثرة الذاكرة وارهاصات المكان

سعيد العلاوي
ثرثرة الذاكرة و إرهاصات المكان
قراءة / محمد الشهدي
الذاكرة المستودع هي شيء مشترك بين الكل الإنساني . . وتظل الخصوصية هي اليد الطويلة في إصباغ التباين بين فضاء ذاكرة وآخر . . و بين الملامح المختلفة للشيء الواحد كأن يكون طرح المكان موحد بين أكثر من فنان ولكنهم لا بد وأن يختلفون في ملامح المكان الواحد . . وهذا الاختلاف هو الذي يفترض تواجده والذي يحدد بصمة فنان من آخر . . وإذا توقفنا عند الذاكرة المكانية هذه فإني أكون بمحاذاة ما أتحسس الخوض فيه منها وهو شقها العمراني . . هذا الذي إذا ألبسناه _ في حديثي هذا _ حلة تشكيلية فسيكون لدينا تكوين ثنائي ثري بامتياز . . وذلك لأكثر من سبب من أهمها انتماء الشقين إلى خط فني متقارب . . وكذا أنهما يخضعان لمقاييس مشتركة كثيرة على مستوى المنظور . . وهذا ما يجعل مسرح التفاعل من الثراء بمكان حيث يكون الوضع هو إسقاط متبادل . . التشكيلي في اتجاه العمراني أو المعماري والعكس صحيح جدا . . فأغلب ملامح الطرح العمراني تتسلق قالب الذاكرة لتتجسد من طرف الفنان التشكيلي كتأريخ أو إلى كذاكرة منظورة وغير محتكرة في بواطننا . . وبحكم ارتباط المرء الحتمي بذاكرته يكون المكان على ناصية هذا الارتباط. . وتكون المساكن في هكذا حالة هي سيدة التأريخ وعمود الذاكرة الفقري . . ويكون من البديهي أن يضم مشهد كالفن التشكيلي وفي كل بلد ثلة ممن يسلكون درب التأريخ من خلال التشكيل . . وإذ بنا داخل المشهد السعودي فإن للمملكة باع طويل في ذلك . . خاصة وأن شعبها ورغم المدنية المكتسحة للمعمور إلا أن نسبة الارتباط بالموروث وخاصة المكاني هو بكثير أقرب للعذرية من غيره . . لأصل بتربصي الكلامي هذا لغاية في نفسي وهي تخص أحد راكبي موجة المعمار تلك . . ليكون سعيد علاوي جنين رحم هذه الوقفة وأكون أنا في خانة الجماهير التي لا تنفصم عرى رؤيتها الفنية عند هذا المنحى التشكيلي _ أكرر _ لاعتبار أنه شأن مشترك على المستوى الإنساني العاطفي بين كل البشر . . فمن هذا إلى ذاك من الفضاءات الفنية العمرانية التي يقتبسها العلاوي من مخزونه من خطابه الذاكراتي الذي تسكن لبه العميق صفحات شبه الموحدة في بعدها الحنيني . . إلى الإقرار بأن العلاوي الذي لا يمتطي في طرحه ذلك الإغراق المداريسي حتى داخل الوحدة الواحدة كالعمران مثلا مبدع متمرس قادر على التفاعل مع خط بياني غير مبيت له . . أي أنه يقسّم فضاءاته وفقا للحظة الوعي الخلاقة التي تملي عليه في التو واللحظة شكل المنتج وخطوط إنتاجه . . ولا توجد هناك شفرة وراثية تجمع بين الأعمال لحد التطابق أو التواصل المفرط فيه . . فلا تقسيم الفضاء ولا الإسقاط اللوني ولا الخطوط التي تأخذ راحتها العلاوي في إبراز فيزيائية البناء من المكان . . حتى عندما يكون هذا المكان باردا ومسطحا وبلا تضاريس . . كل هذه الأشياء بالمفرد أو مجتمعة تصب في خانة وقوفنا أمام فنان قد لا يعير اهتماما للاستعارات الفكرية على اعتبار أن ما يبرؤه من ذلك هو أن وجبته الفنية في شقها العمراني إنما هي قراءة مستحدثة من الفنان سعيد علاوي لثروة الذاكرة العمرانية . . وبالتالي فقاموس التفاعل مع هكذا منحى قد لا يتطلب من بين ما يحتاجه من الأدوات تلك الاستعارات الفكرية رغم أن في بعض أعماله التي تلامس التجريد بشكله المطلق لا تخلو من تلميحات قد تخص الفكر أو على الأصح أنها لابد وأن تتزامن مع التجريد في أعمال العلاوي أو غيره. . ولكن هكذا مباشرة في التقييم إنما هي من صلاحية العلاوي دون سواه خاصة وأني آخذه هنا في بعد إبداعه المعماري . . هذا الشق من الخطاب عند سعيد والذي لن يعيبه أن يكون فيه من المباشرة الشيء الكثير . . إنما هو خطاب لامس الذات الإنسانية على الدوام وسيظل كذلك . . خطاب نحب أن يكون أمامنا بين الفينة والأخرى لأننا طرفا مؤسساً فيه وله . . ليستفز ذاكرتنا وليتولى مهمة إحضار الذي مضى مع مد الأيام و جزرها . . هكذا هي الأدوار وتوزيعها على الفنانين . . وعلاوي من الذين أقل ما قد تأخذه منه هو ذاك التحيز في اتجاه الدفء من خلال العاطفة وبها . . وكأني به يتربص بضعفنا من خلال الحنين المشترك إلى الموروث _ حتى القريب منه _ ليقف بتأويلاته الشكلية وعناصره الحركية منها واللونية على نقطة ضعفنا . . ويجبرنا على قراءة هذه الجهة من الذاكرة ذات اللون المعماري بمنظور جد خاص . . هو نفسه سعيد العلاوي الذي أجبر لحنة المنقبين عن هوية النجاح في المسابقة ولم يكن لهكذا هوية أو عنوان غير الفنان سعيد علاوي . . هذا الذي أحب فيه _ على المستوى الشخصي _ إغراقه في البساطة والتلقائية والحميمية . . كما سأحب فيه أكثر أن لا ينتظر مني التهنئة بمنظورها التقليدي التقيدي . . لأنها ببساطة تعني عندي إلى حد بعيد شيئا كالنهاية على قياس النوبيليون في الأدب . . وكذلك لأني أنتظر منه أن يعتبر صدى هكذا تفوق إنما هو صافرة بداية جديدة لعمق آخر من الإبداع . . ومع ذلك (( مبروك يا سيد علاوي ) ) .

شيء من الذاكرة - قراءة في اعمال سعيد العلاوي بقلم الفنان احمد فلمبان

شيء من الذاكرة

أحمد فلمبان

سعيد العلاوي الفنان المخضرم صاحب التجربة الثرية التي بُنيت على معطيات سنوات طويلة من الجد والمثابرة والكفاح ، عكف خلالها من أجل الوصول إلى مسعاه في منتجه الفني إلى ما يمكن اعتباره الفن الخالص القائم علىتوازنات التشكيل البحت والأسلوب الخاص المتفرد ،ففي مجموعته "شيء من الذاكرة" نلاحظ إبرازه المعالم الهندسية والبنائية والزخرفية العالقة في ذكريات الماضي من خلال رؤيته الفنية فيما يتعلق في آثار البيئة الحجازيةالقديمة والأحياء الشعبية والمنازل والمساجد ، وتصوير بعض المعالم التي أختفت مع عوامل الزمن ومبدأ التغير والتهجين ، وتلاشي العديد من القيم والتقاليد والتي أصبحت الآن من التراث لايعرفها ولم يراها الجيل الجديد بالرغم من إنها لم تمض من السنين نصف قرن ، وفي طرحه هنا يؤكد في منظومته التشكيلية البساطة والعفوية في الطرح التشكيلي على شاكلة التلقائيين في مفهومهموالتنفيذ في تقنيتهم، وعلى منحى الوحشيين في معالجة اللوحة على الضوء المتجانس والبناء المسطح دون استخدام الظل والنور أوالاهتمام بالقيم اللونية ، ولكنهم يبالغون في تعددية المفردات وزخمها وتكاثرها ونشرها في كل مساحة اللوحة وإظهارها بشكل عشوائي عفوي طفولي مبسط ، وهي تشبه الرؤى المجهرية للعوالم الصغرى التي تضج الحياة فيها على مقربة منا وفينا ولا نلمسها ، وهذا في ظني يمنحه الكثير من الحرية في الممارسة العملية والإنفكاك من عنق الفكرة ،وعدم التقيد بتسجيل الإنطباعات المرئية فقط ، بل يعبر عن مختزل الذاكرة والقيم الروحية والأسطورة أو المتوارثات من الحكايات والأساطير والمرويات التي كانت تُروى عن طريق الأمهات والجدات كما ينتهجه العديد من الممارسين والمتعاطفين مع للمدرسة التعبيرية في هدفهم الفلسفي في عدم الفصل بين الإحساس عما يكنونه للحياة وبين طريقتهم في التعبير عنها ، وفي نسقهم التقني مع الوحدات التكوينية مكونة عناصر جمالية تعزز الجو البيئي في مساحات صرحية كبيرة داخل تكتيكات خاصة والتخلي عن المنظور التقليدي والمتبع في المقايس الأكاديمية فيما هو مباشر ومرئي في الأعمال المنجزة ، وفي حسها التقني تقترب إلى الاتجاهات الجرافيكية بالنهج التجريدي ، بتواجد الأشكال المتعددة الملموسةوالتي تتماشى في بعض الأجزاء مع المفهوم ( الماتيسي) للفن ، يؤكد كل هذه الأدوار ، الظل الغامق بعدة درجات وغير مجسد بلمسات رقيقة في تكنيك عرف في المصطلحالتشكيلي الأوربي بـ (feathery ) أي الريشي والذي تكون فيه لمسات الفرشاة رقيقة الملمس وخفيفة بما يشبه الريش ،لتعزيز الفكرة الكامنة في الموضوع ، مكونة ظلال أشبه باللؤلؤ الأسود حيث تظهر الرموز والمضامين المتمثلة بأشكال المثلث الطولي والمربع الحلزوني والخط المتعرج الغامض ، والتوازن في التكوين والكتلة والبناء في استخدامات الأشكال الهندسية الراسخة والساكنة والحرية في استخدام الخطوط العفوية أعطتها نوعا من الرشاقة والدلال ، مظهرا الملامح العامة لتلك الرؤية المختزنة في الذاكرة والتي تحمل بشكل صادق وواضح حنينا الى الماضي الجميل ، والمفردات العشوائية المنتشرة في اللوحة يشبهن سحابة من عطر، مؤهلاتٌ بشكل لا شبيه له للإلهام، الهام الشعراء والفنانين. والذي يتيح عددا لاحصر له من التأويلات والتفسيرات لحل رموز تلك الطلاسم ، وهذا،كما يبدو لي، مسعىً مقصودٌ من الفنان في أن يجعل النهايات مفتوحة، متعددةَ الاحتمالات . للوصول إلى توازنات جمالية فريدة خاصة به.

Tuesday, July 19, 2011

Monday, May 9, 2011

معرض ذاكرة ومكان الثلاثي 2011 م



معرض ذاكرة ومكان الثلاثي للفنانين
سعيد العلاوي
اعتماد غراب
فائز ابو هريس
جدة - بيت التشكيليين
1 / 6 / 1432