Friday, April 18, 2008

جريدة الرياض - العدد 14543 - ثقافة اليوم - صفحة 32
الجمعة - 12 ربيع الآخر 1429هـ
الموافق 18 أبريل 2008م
سعيد العلاوي..
السعي في تأكيد الخصوصية الفنية
جدة - حسين شيخ: تصوير - ناصر محسن
التشكيلي السعودي سعيد العلاوي عاشق للأمكنة،التي يستلهم منها أعماله الفنية، لينهل من التراث رموزه يحرضه لذلك حنينه للماضي الجميل، وهو ما تؤكده وتفصح عنه لوحاته.
بتلقائية وبشفافية ومباشرة أحياناً أخرى، تجده يصور مسقط رأسه مدينة جدة ببحرها، مبانيها، رواشينها، وازقتها بألوان ممزوجة بمشاعر العاشق الولهان، وينتاب المتلقي إحساس بأن الفنان يأخذ بيده للولوج لتلك الأزقة ومشاركته العيش في ذاك الزمان الذي يجسده العلاوي حاضرا، مسجلاً من خلال لوحاته قصة عشق لا تنتهي لأمكنة تحتل حيزاً واسعاً من ذاكرته البصرية ووجدانه.
علاوي يسعى دوما لتحقيق حالة من التوافق والانسجام بين تراث غني أصيل متفرد الملامح ثري المضامين وعصر متلاحق الكشوف والإضافات والاختراقات المذهلة. وهذا ما يؤرقني شخصيا فالطرح الذي أقدمه احتواء الواقع المحلي بكل الألوان والمفردات والعناصر والرموز. ليعمل على ترتيبها بشكل جديد معاصر فوق بياض اللوحة وبلغة فنية تشكيلية معاصرة ولكن بأكثر من صيغة فالواقعية عندي مختزلة على هيئة مساحات لونية عفوية فيها الكثير من الانفعالية والتلقائية ومؤكدا على التطاريز الهندسية، والمفردات والموتيفات لتتحول إلى مساحات ورموز وزخارف يجمعها تكوين متماسك ومدروس.
هذه التعددية كأسلوب في أعماله تعطي شعورا قويا بحيوية تجربته الفنية وفي سعي دؤوب وجهد وجرأة إلى المواءمة بين المعطيات التراثية المحلية ومفرداتها والصيغ.
عن تجربته الفنية يقول علاوي: "تجربتي أن أسعى جاهداً لكي لا أقع فريسة الجائحة التي صبغت نتاج غالبية فنانينا التشكيليين بلون واحد ومنحتها طعما واحدا بحيث أصبح معه هذا النتاج عاما وشاملا يمكن نسبه لأي فنان آخر في العالم، فأسعى إلى أكثر من وسيلة لتأكيد خصوصيتي التي تعرّف عليّ من خلالها الجمهور".
عن أعماله يقول الناقد التشكيلي سلمان الحجري المحاضر بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس: "يآخذنا الفنان سعيد العلاوي بخطوطه المنحنية والمتعرجه إلى ألاعلى كانها هامات نخيل الحجاز الباسقة، يختزلها سعيد من العقل اللاوعي كأنعكاس حقيقى وصادق لما يمكن روحه من مكنونات ليطرحها لنا، عمل جميل يحمل هوية رائعة أحياناً بدرجات الأزرق التي هي إنعكاس لشىء من الذاكرة، وأحياناً بألوان ترابية تعكس إرتباطه بالأرض التي نما ونشا عليها، فتصبح الرواشين عنده أيقونه دائمة ينظر منها إلى أفق أبعد".

Wednesday, April 16, 2008

أعمالي من نتاج 1429هـ 2008م


90×90 سم
مشغولة سنة 1429هـ
ألوان أكريليك على قماش

90×90 سم
مشغولة بألوان أكريليك على قماش

سنة 1429هـ /2008م


90×90 سم

مشغولة بألوان أكريليك على قماش

سنة1429هـ/ 2008م


90×90 سم

مشغولة بألوان أكريليك على قماش

سنة 1429هـ /2008م


90×90 سم

مشغولة بألوان أكريليك على قماش

سنة 1429هـ /2008م

التوظيفات الجمالية لمفردات الفن الشعبي في التصوير التشكيلي السعودي

تسكن في لوحاته تفاصيل المكان ليس بمعناه المعماري وتصاميمه الأصيلة فحسب بل ينبض بالأحاسيس الدافئة التي ضمتها تلك الجدران .. لما تحمله نفسه المرهفـة من الحب الصادق للماضي الجميل فيحس الناظر إليها بالحنين إلى ذلك الزمن .. فالحارة والطرقات الضيقة والبيوتات الحانية التي قد التصقت جنباتها بتلاحم حميم ينم عن المحبة والوئام بين ساكنيها .. برواشينها المتدلية التي هي متنفس المكان ووسيلة الاتصال بين الجيران كل هذه الأماكن لم تبرح مخيلة التشكيلي سعيد العلاوي فهي الماضي الحاضر بكل تفاصيلها.. فبتكوينات غاية في الأصالة والارتباط بالجذور.. يسعى العلاوي إلى الموائمة بين التراث والمعاصرة جاعلاً من المفردة التراثية مدخلاً تعبيرياً جمالياً .
فتربطه علاقة قوية بالعمارة الحجازية .. ساعده وجوده ونشأته في المنطقة على التعرف على خصائصها وجمالياتها، والحوار مع ماهيتها .. فيتكون خزان ذاكرته من مجموعة من الصور والمفردات التراثية الحجازية التي نشأت في دواخله ، فمن الرواشين ( انظر : شكل ،1 , 2 ) وزخارفها ( انظر : شكل ، 3 ) والأبواب الخشبية العتيقة ( انظر : شكل ، 4 , 5 ) والنوافذ ، يسهم بأسلوبه التشكيلي وتقنية أداءه في إبراز جمالياتها وتسجيل مكوناتها من خطوط وأقواس ومنحنيات بلغة تشكيلية معاصرة .. ليختلط هذا المخزون مع تخيلات وأحاسيس الفنان وانفعالاته مصراً على رميه على فضاء لوحته الزيتية ، بعد تبسيطه واختزاله إلى مساحات لونية متجاورة ذات امتدادات عمودية يزاوجها بتطريزات زخرفية شعبية .. تعكس تلك الامتدادات صوراً للبيوت الحجازية القديمة وقد بدت متجاورة ومتلاصقة كأنها بيت واحد .. يتضح فيها تبسيطه للواقع بأسلوبه التجريدي التعبيري ، بخطوط عضوية تتراقص رأسياً تعكس تأثره بالتضاريس والسلاسل الجبلية المرتفعة معبراً بها عن الليونة والحركة منوعاً بينها ( عضوية وهندسية ) وبين مفرداته ( الرواشين والأبواب والنوافذ ) التي تتكرر وتتنوع بتحركه داخل مساحاته الملونة .. وكأنه يريد أن يرينا أكبر مجموعة من الأشكال التي تزدحم بها ذاكرته .. ناسجاً من خلال مخيلته الخصبة ملامس سطحية للطوب الأحمر والحجارة ( انظر : شكل , 6) كخامة قوية وصلبة كانت سائدة في البناء الحجازي .
تميل ريشته إلى التجريد والتبسيط في الشكل واللون .. فتركز اهتماماته بالأشكال الهندسية ( المربع بالذات والمستطيل ) مع قدرته على التلاعب الجميل بخطوطه الرأسية والأفقية والمائلة والتي تعكس جماليات الروشان وثراء زخارفه ، وتعكس أيضاً سمات البساطة والصلابة في نفس الوقت.. فتحمل خطوطه في طياتها بساطة أهل الحجاز وشموخهم وبساطة وجماليات التراث المعماري الحجازي ، وفي المقابل تحمل صلابة ( الخشب ) ليمدنا بإحساس حي ومباشر عن طبيعة الخامة المستخدمة في الروشان .
في لوحته يعتمد على اللون كمصدر إبداعي ساعده في تعميق الإحساس بأرض الحجاز وجبالها الشامخة التي لا تغيب عن ناظره في ( البني ودرجاته ) .. أما صبغاته اللونية الدافئة ( الأصفر والبرتقالي ) نلمس فيها حرارة الشمس الحجازية بأشعتها الساطعة ، والتي تتردد فيها ومضات مضيئة من الأخضر الفاتح ( الخفيف ) ، ويطل من بين أشكاله اللون الأزرق الفاتح عاكساً من خلاله زرقة السماء الحجازية الصافية كصفاء قلوب أهلها ، ومن خلال مساحته الزرقاء يريد أن يرينا التصميم المعماري للرواشين وكيف تكون بارزة عن حوائط البيوت لتسمح بدخول الهواء والضوء باعثاً في النفس الأمل ليثير في الرائي إحساساً روحانياً مضيئاً كضوء مكة مهبط الوحي ومنبع الرسالة ..
أحب أن تكون رواشينه البارزة ونوافذه في فضاءه الأزرق متجـاورة ومتقاربة .. تكاد تلتصق ببعض يؤكد من خلالها روح التقارب بين الجيران والمحبة التي تجمع بينهم .. ليعيدنـا لروح الحـوار الذي يدور من خلف الشبابيك الخشبية المزخرفة .. وكأننا نستمع إلى همس ووشوشة من بين رواشينه المزدحمة .. ليسترجع الأوقات الجميلة وحكايات الماضي لتلك المدينة الحجازية التي عاشها بعاداتها وتقاليدها وحب جيرانها .. والتي اختفت ملامح عناصرها المعمارية الجمالية نتيجة التطور المعماري . وقد بدت بيوته خالية من السكان بعد أن هجرها أهلها وانتقلوا إلى مساكن حديثة .
ومن داخل تلك الرواشين البارزة المطلة على الحارة الحجازية القديمة وبيوتها المتعانقة يقف العلاوي متأملاً الحياة الحجازية بتضاريسها وأجواءها الحارة وطبيعة أهلها وكل ما فيها من ألوان وأشكال .. فأحس بجمال طبيعة المكان لترسم ريشته على إحدى لوحاته تلك المشاعر النابعة من إحساسه العميق بالماضي الحجازي الذي وظف مفرداته ورموزه التراثية بنجاح ، فنلمس في لوحته توفيقه وقدرته على ربط عناصر التكوين وتحقيقه للتوازن والتنوع في مفرداته والإيقاع .. كما نلمس تزاوج خطوطه النفسية مع خطوطه التشكيلية التي عكست لنا السمات والخصائص الجمالية للمفردة التراثية الحجازية لتظهر برؤية الفنان الخاصة في صيغة جمالية جديدة محافظاً على طابعها العام ، لينبهر المشاهد بقوة خطوطه وجمال ألوانه فيجد نفسه أمام تجربة مميزة وفريدة في عمقها وأصالتها ذات طابع مرتبط بتراث البيئة الحجازية ، فمن تضاريسها استمد خطوطه ومن مناخها الحار استمد ألوانه .. مواكباً روح العصر ومستوعباً الحركات الفنية الحديثة .. محافظاً على أصالته فمهما حلق بفكره .. وجاب الآفاق تظل أفكاره نابعة من أرض الوطن ..
بقلم : فوزيه بخيت الصاعدي
المصدر : رسالة ماجستير بعنوان : التوظيفات الجمالية لمفردات الفن الشعبي في التصوير التشكيلي السعودي , جامعة ام القرى
بإشراف الدكتور : حمزه باجودة


سعيد العلاوي ... فنان من الزمن الشفيف / قراءة نقدية

يأخذنا الفنان سعيد العلاوي بخطوطه المنحنية والمتعرجة إلى الأعلى كأنها هامات نخيل الحجاز الباسقة ، يختزلها سعيد من العقل اللاوعي كانعكاس حقيقي وصادق لما يمكن روحه من مكنونات ليطرحها لنا ، عمل جميل يحمل هوية رائعة أحيانا بدرجات الأزرق التي هي انعكاس لشيء من الذاكرة ، وأحيانا بألوان ترابية تعكس ارتباطه بالأرض التي نما ونشأ عليها ، فتصبح الرواشين
عنده أيقونة دائمة ينظر منها إلى آفاق أبعد .
في هذا المقال أحاول أن أسجل إعجابي بالفن الجميل الذي تنتجه أنامل هذا الفنان الصادق
يمتلك الفنان سعيد العلاوي العديد من المقومات التشكيلية التي تجعل منه فنان تشكيلي ناجح وأهم هذه المقومات هو الصدق في الطرح والتلقائية في التعبير والسعي الدائم إلى الموائمة بين الماضي والحاضر .
فبالصدق يستطيع الفنان أن ينتشل مواضيعه بتلقائية ويطرحها بطريقة مباشرة بدون تفكير وتمحيص ، فالصدق هنا هو العقل الواعي الذي يحدد الموضوع المراد رسمه والصدق هنا هو اللاشعور الذي يحدد ملامح وعناصر هذا الموضوع والصدق أيضا هي الأنامل التي تنتقي الألوان المناسبة للطرح عندها تظهر العفوية لتحدد اتجاه الخطوط ومدى انكسارها أو ليونتها وميلانها أما التلقائية في التعبير والتي تعدُّ الجسر الذي تمرّ من خلاله شحنات الفنان التشكيلية لتصل إلى بياض سطح اللوحة.
العلاوي يعيد رسم ما تعلق بالذاكرة من نوافذ وأبواب ومشربيات يستمع لذاكرته بإنصات لها غير آبه لما قد يثير اهتمامه من عناصر ورموز معاصرة قد روّج لها كثير من الفنانين .
فهو هنا يصر على رموزه ويصر على إطلاقها من دواخله فيحولها إلى حمائم يدفعها إلى الطيران متى أحسّ بحاجته للرسم فتحطّ على سطح العمل كما هي بدون رتوش.
أمّا قدرة العلاوي على الموائمة بين الماضي والحاضر فهي هاجسه الدائم وأسلوبه في التشكيل فالناظر إلى أعماله يشعر للوهلة الأولى بأنها عصرية وبمساحات لونية متجاورة فيها من الثراء اللوني الشيء الكثير وفي نفس الوقت تحوي العديد من الصور والرموز التراثية والشعبية فالهرموني اللوني قد وزّعه الفنان بطريقة تصميمية مدروسة فأحيانا تجده يضع اللون ويقابله بمكمله وأحيانا يلوّن محاوره الرئيسية بلون ساخن لكي يستثير العين ويحثها عليه وفي نفس الوقت يعطي المساحات الخلفية شيئا من الألوان الباردة الشفافة التي قد تدفع باقي العناصر إلى الأمام وتؤكد عليه .
بالإضافة للمقومات السابقة فالفنان العلاوي فنان مثابر وصاحب رؤية لها حضورها في الساحة الخليجية والعربية تتمحور رؤيته هذه حول الهوية التشكيلية الإسلامية فيتساءل دائما كيف ومتى وأين يستطيع الفنان المسلم أن يطرح قضاياه وأفكاره ورؤاه للآخر دون الاستعانة بأساليب مستورده ولغة متكررة ؟؟
هنا يصبح الفن التشكيلي الموشح بهوية إسلامية ضرورة ملحة ومصير حتمي عند الفنان سعيد العلاوي فالتشبث في الهوية تمثل له مركب الأمان وطوق النجاة في بحر التشكيل في وقت تتلاطم فيه أمواج الأساليب الفنية المقلّدة في محيط التغيّر الدائم .
ومع التمسك بالهوية التشكيلية الإسلامية يصر الفنان سعيد العلاوي على التجديد والابتكار في لوحاته فالتركيبات اللونية التي يطرحها من وقت لآخر وإيجاد حلول جديدة لمنظور اللوحة تعدّ بمثابة دماء جديدة يضخّها الفنان في لوحاته بغرض إمتاع المتلقي وشد انتباهه بروية وهدوء لإقناعه بالمفردات الجمالية الممتعة لكي تكون الفكرة مرتبطة بذهن المتلقي فترة أطول وخاصة لأنها قد تلازمت برموز جمالية أخّاذة .
إذا فالفنان العلاوي يمتلك أدواته التشكيلية ( عناصر التكوين ) بشكل جيد ولديه قدرة على استخدامها وفقا لقواعد تصميمية لا تشكل له عبئا ، فمن ناحية التكوين فيبدوا أن سعيد العلاوي يميل إلى التكوين الرأسي مستخدما أغلب الأحيان الخطوط العمودية المستقيمة والمتعرجة من قاعدة العمل إلى الأعلى ومن المعروف أن الخطوط الرأسية خطوط تعطي إيحاء بالثبات والرسوخ وقد ساعد ذلك الفنان عند رسمه للبيوت القديمة الشامخة وبذكاء فني يصر سعيد على رسم هذه الخطوط وتجميعها في منتصف اللوحة مؤكدا وسط العمل كمحور يختزل العين ويجبرها على التأمل في مكنونات العمل والاستمتاع في ذات الوقت بشفافية المساحات اللونية المجاورة والمؤطرة لكثير من أعماله.
ويستمر العلاوي في استخدام أدواته بشيء من المهارة ويظهر ذلك جليا عند توزيعه للكتل المعتمة والمساحات المضيئة في أعماله فتجده يوزعها بشكل جيد تجذب العين بحيث لا يكثر من الكتل المعتمة فتنفر العين ولا يكثر أيضا من الفواتح فتفقد أعماله التباين المطلوب ومن جهة أخرى يثير العلاوي عيون المتذوقين لأعماله بالملامس المتنوعة والثري فملمس الجدران التي يرسمها تختلف عن ملامس النوافذ أو المساحات الأخرى وتختلف باختلاف الحالة الشعورية التي يمرّ بها حينما يرسم فقدرته على استخدام وتوزيع الألوان تعدّ بمثابة تلخيص لنظرية اللون بأسرها ويتبين ذلك في قدرته على استخدام الألوان في أماكن معينة فمثلا عندما يرسم بلون في جهة نجده يرسم بمكمل هذا اللون في جهة أخرى وعندما يلون العناصر الأساسية بألوان ساخنة نجده يرسم خلفياته بألوان باردة أو بإشباع لوني اقل ويفضل سعيد العلاوي العمل بألوان محددة ( بالته واحدة) قد اختارها بشيء من التأني مستعينا بقدرته على إيجاد متوافقات لونية تخدم الموضوع الذي يود طرحه ففي كثير من لوحات حارات جدة القديمة نجده يستخدم الألوان الترابية في رسم البيوت والنوافذ والمشربيات واللون الفيروزي المائل للأزرق للخلفية التي تمثل السماء والأفق.
كل هذه الهندسة التشكيلية في تسخير الأدوات التشكيلية كالخط والملمس واللون وغيرها مكّنت سعيد العلاوي من الحصول على قيم جمالية تشكيلية مثيرة للعين وجذّابة كالنغم الذي يكرره عادة عند رسمه للوحدات الزخرفية الحجازية التي ينثرها من الأعلى أحيانا على شكل مثلثات متدرجة في الحجم والتي ينفثها في وسط اللوحة أحيانا على شكل ( منمنمات) إسلامية فتتلاشى في فضاء اللوحة مكون’ نغم وموسيقى مثيرة للعين تكاد تنطق بإيقاعات حجازية لها وقعها الخاص على العين وهذه الأدوات أيضا ساعدته على إيجاد التوازن المطلوب في معظم أعماله توازنا ليس بالسمتري إنما توازن يعتمد على توزيع الكتل المعتمة والمضيئة وتوزيع الألوان .
أمام لوحات الفنان سعيد العلاوي تصبح العين قادرة على الاستماع إلى نغم الهوية العربية الإسلامية وتصبح الأذن قادرة على رؤية التفاصيل الدقيقة لتراث الحجاز التليد نثبت لنا قطعا بأن الفنان سعيد العلاوي فنان من الزمن الشفيف .

بقلم الأستاذ / سلمان الحجري
مدرس بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس
صحيفة عكاظ السعودية العدد15203الجمعة5ربيع الآخر1429هـ
الموافق11أبريل 2008م