Friday, August 31, 2012

قراءة بقلم الاستاذ الكاتب والاديب / السيد علي حافظ - القاهرة



قراءة فى لوحة
للفنان السعودى سعيد العلاوى
كل هذا العشق للمكان





بقلم الاستاذ الكاتب والاديب / السيد علي حافظ - القاهرة 



سعيد العلاوى من مواليد جدة – السعودية.. وهو واحد من جيل الوسط، وهو يحمل عبء تغيير وتهيئة الأرض المعرفية بالفنون التشكيلية وهو مغامر وجرئ ولا يدعي فى فنه.. إنه صادق جداً، ويحاول جاهداً من خلال بيت الفن أو بيت التشكيليين فى جدة أن يدفع بالحركة التشكيلية إلى الأمام ونحن الآن أمام لوحة له.. " إن الفنان عندما يشرع فى رسم اللوحة تكون فى مخيلته فكرة عامة عن بناء لوحته بالتكوين الذى يتناسب مع الموضوع، فإذا كان يرسم من الطبيعة مباشرة سواء كان ذلك منظراً طبيعياً (طبيعة صامته أو حية) فإنه يلتزم بدرجة ما بما يراه أمامه، من حقه فى أن يعيد صياغة الطبيعة على لوحة وفقاً لرؤيته الفنية الخاصة.. والفنان إذا كان يرسم فى مرسمه بأسلوبه الخاص غير خاضع لحرفيه الطبيعة فإن عبء بناء اللوحة سيتحمله وحده حتى وإن كان يرسم من عجالة أسكتشاً مأخوذاً من الطبيعة "(1).
سعيد العلاوي عندما يشرع فى رسم لوحته فهو خارج كل قوانين الرسم سلفاً فهو لا يخضع لأي قانون محكم حتى تتحقق كل القواعد الفنية التى يجب أن تتوفر لنجاح العمل، إن القواعد غير المدركة إدراكاً واعياً عند سعيد العلاوي ستكون كامنة فى مخيلته فى اللاشعور وتنطلق من توافق زمني مع إمساكه بفرشاته.. إن سعيد العلاوي شاعر أيضاً فهو يصف اللوحات بشاعرية فيرسم باللون والكلمات، وعند رسمه للبيوت نجده يسعي إلى عمل معين ببناء خطى فيكفى أن نرى خطوطاً لنرى أنه قد حقق إيقاعا جمالياً.
نحن أمام لوحة 100 × 100سم من الجريلك، على قماش إنتاج سنة 1400هجرياً.. إن إحساس سعيد العلاوي بالرقعة 100 × 100 سم تحت تأثيرها هندسياً أو غير هندسي، منتظمة أو غير منتظمة متمكناً، حيث نرى الشكل فى لوحته متناسقاً متوازناً متنوعاً.. الشكل واللون والملمس والتون (الفاتح والداكن)، مما يجعلنا نتذوق الإيقاع الذى يحدثه فى التنوع. إن العلاوى يحاول أن يقدم شكلاً يميل إلى المدرسة التكعيبية، "والتكعيبيون يلجأون إلى إعادة ترجمة الواقع من خلال تفكيكه وإعادة تصنيعه وفقاً لنقاط تركيز محورية وتثبيت الاهتمام وتوزيعه بصورة ديمقراطية على السطح، تمرد على الواقع المنظور واستبداله بقواعد بديلة للتعبير بالظلال والمونوكرومية، الاعتماد على الشبكيات المنتظمة للتكوين كعامل لتوحيد الشظايا المكونة للتكوين، وتطور اتجاه التسطيح اللوني – الملامس، والسطوح فى لوحة العلاوي اختزال للتفاصيل والتعويض بإضافة ملصقات واقعية كأنها رؤية ليلية بين النزوح إلى التجديد التشويه مع ترك قيمة واقعية أو ما شابه.(2)
إن سعيد العلاوي ينتمي إلى المستقبليين، والمستقبلون نوعين :
(1) الطرف الأول عقلى برنامجي.
(2) الطرف الثانى يتميز بالنظرة التلقائية واتباع الإحساس الداخلي.
وسعيد العلاوي بين الطرفين وإن كان يميل إلى الطرف الثاني الأكثر تلقائية واتباع للإحساس والجزء الأول يميل فيه إلى حركات التجريد والبدائية والمستقبلية الهندسية والفن البصري والتركيبي.
سعيد العلاوي يقول إنه ينتمى إلى المدرسة التجريبية ونحن نرى أنه لا يميل إلى مدرسة بعينها بل يميل إلى المدرسة المستقبلية كما ذكرنا سابقاً ولننظر إلى رأيه فى المدرسة التجريدية :
" إن بعض الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات فى وقتنا الحاضر يميلون إلى الأسلوب التجريدى فى أعمالهم ويفسرون أعمالهم تفسيرات أبعد مما يتصورون أو يدركون ماهية التجريد إنها مواقف صعبة هم فى غني عنها.
فالتجريد لا يأتي من فراغ بل هى نتيجة تجارب وخبرات طويلة يمر بها الفنان خلال مسيرته وحياته التشكيلية.. والتجريد فى الفن التشكيلي هو :
التخلص من آثار الواقع الذى نعيشه ونعبر عنها بشكل رموز ودلالات ذات معانى واضحة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع، وأحياناً يوحي لنا الرمز الواحد إلى معاني وأشياء كثيرة ومتعددة مما يتولد لدينا مشاعر وانطباعات متعددة وعديدة وأكثر ثراء.. وحتى يدرك الفنانون ذلك لابد من الوقوف على بعض الأعمال للفنانين الذين سبقونا فى هذا المضمار لتكوين صورة واضحة أمام أعيننا، وعلي سبيل المثال تذهب أعمال الفنان " هنري ماتيس " أو الفنان " بول سيزان" أو الفنان " بيكاسو " أو " كاندينسكي " وغيرهم إلى صفة العموم فتشاهد الرموز تشع بالمعاني والأحاسيس فالمرأة يتخذها " هنري ماتيس" مثل أي امرأة فى أى مكان وزمان والشجرة المجردة ليست كالشجرة فى الواقع وكذا الكرسي والمنضدة والمزهرية وغيرها كثير، فالفن لا يقاس بمعيار الواقع وإنما الواقع يقاس بمعيار الفن".
العلاوى أمامنا مشحون بهذه البيوت والأمكنة التى فى جدة كأنه جمع هذه البيوت من عدة أماكن من جدة ومن القرى التى حولها ومن ذكرياته وصباه وشبابه عندما كان فى صباه.. إنه من جيل حمل الهزائم الوطنية والقومية على ظهره جيل ثورة يوليو، هذا الجيل الذى تأثر بكل الشر على المنطقة وكبر فى عهد الملك عبد العزيز هذا الرجل الذى لو قرأنا تاريخه قبل قيام ثورة 1952 ووقوفه مع الحركة التحررية والثورية والمقاومة الشعبية فى مصر لاكتشفنا أن قيمته الوطنية الفطرية كانت عظيمة نابعة من إحساسه العروبي.
إن سعيد العلاوى استخدم الألوان المتعددة، البني بدرجاته، وتون اللون البني فى درجات مختلفة وغير مبتذله ومتزنه، ومعها الأحمر والأزرق الفاتح وكلها تجتمع بقدر يتوازى مع بناء اللوحة، فالأحمر على استحياء ولكنه موجود واللون البنى، بتون مختلف.. واستخدم الشعبيات فى هذه اللوحة منها :
(1) النوافذ الشعبية القديمة وكل نافذة تمثل اتجاها.
(2) الأبواب الشعبية القديمة المختلفة.
(3) قبة المسجد القديمة.
سعيد العلاوى هو أحد فناني المملكة المجتهدين وبإصرار يعمل فهو ليس أولهم وليس آخرهم إنه فى الصف الأول قد يكون فى أى رقم منه لكنه واحد من فنانى الحركة التشكيلية العربية الجادة.
29 مايو 2009، الساعة 02:49 صباحاً

Tuesday, August 28, 2012

ذكرياتي ومشاركاتي

































من اعمالي



من اعمالي 2012




من اعمالي 2012

من اعمالي 100 × 100 سم
المكان : مهدية القنيطرة - المغرب
الزمان : ابريل 2012 م